الأسئلة والأجوبة
التاريخ والسيرة / من سيرة الإمام علي

وليد الكعبة:
*
الإمام علي(ع) وليد الكعبة الوحيد فلا قبله ولا بعده حصلت مثل هذه الولادة، ما الحكمة من هذه الولادة المباركة؟


 ـ هي فضيلة للإمام علي(ع) كما هي بقية الفضائل، وفيها إيحاء أنه ينطلق من الكعبة، من بيت الله، لتكون حياته كلها في طريق الله وفي محراب الله الجهادي والثقافي والروحي والعبادي وفي كل الحالات، لينتهي بعد ذلك في بيت الله هاتفاً (فزت ورب الكعبة بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله(ص)).


النور في الأصلاب:
*
ما معنى ما جاء في (زيارة وارث) «كنت نوراً في الأصلاب الشامخة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها»؟


 ـ يعني أن الحسين(ع) كان نوراً في أصلاب الأنبياء(ع) والطاهرين و(لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها) أي بقذاراتها الفكرية والعملية.


إخلاص علي:
*
في «صلح الحديبية» بين رسول الله(ص) وقريش كتب «سهيل بن عمر» مندوب قريش نص الصلح وكتب علي(ع) نص الصلح بإملاء رسول الله(ص)، ولكن عندما قال رسول الله(ص) هذا ما صالح عليه محمد رسول الله اعترض «سهيل بن عمر» بقوله: (لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ولكن أكتب اسمك واسم أبيك] فأمر رسول الله(ص) علياً(ع) أن يمحو كلمة رسول الله(ص)، فاعتذر علي(ع) أن يمحو بيده تلك الكلمة المباركة، فما رأيكم في هذا الاعتذار؟


 ـ إذا صحّ الحديث فإن عليّاً(ع) أراد أن يعبر لرسول الله(ص) عن الإخلاص له والإيمان برسالته وأنه لا يملك أولا يطيق ذلك حتى يأتي رسول الله(ص)فيفعل، ليس عصياناً لأمر رسول الله(ص)ولكنه إعلان لإيمانه برسالة الرسول وبالشكل الحاسم جداً بحيث لا يطيق حتى هذا الجانب الشكلي من محو اسم الرسالة.
ولذلك فإن رسول الله لم يعنّفه على ذلك وإنما بادر هو بمحوها بيده و فيها إشارة تعظيم لعلي(ع).


شجاعة علي:
*
بعض الناس يقولون بأن الإمام علي(ع) ليس شجاعاً لأن الرسول قد أخبره منذ البداية بمن يقتله، فما هو رأيكم؟


 ـ هذا دليل شجاعته، فدليل الشجاعة أن ذلك حصل وهو يعرف أنه سيقتل ومن غير المعلوم أن النبي أخبره بذلك بل المعروف أنه في أواخر حياة النبي(ص) إذا كانت الرواية صحيحة، فبينما كان النبي يخطب الخطبة التي استقبل بها شهر رمضان: «أيها الناس انه قد أقبل عليكم شهر الله بالبركة والرحمة"، بعد أن فرغ من الخطبة يقال، كما في الرواية، فلم أدقق في صحتها، لكنها مشهورة، بكى رسول الله(ص)، قال علي(ع)؛ ما يبكيك يا رسول الله؟ فذكر له أنه يأتي إليه شقيق عاقر ناقة صالح ولم يذكر اسمه، فيقتله في هذا الشهر، وهنا لم يهتم علي لهذا الأمر وإنما سأله سؤالاً واحداً، وهذا السؤال دائماً يجب أن يحكم خيالنا، قال: يا رسول الله أو في سلامة من ديني؟ قال: بلى قال: إذن لا أبالي أوقعت على الموت أو وقع الموت علي!. فالنبي لم يخبر الإمام علي(ع) منذ البداية عن موته وإذا كان قد أخبره بذلك فقد أخبره بشكل عام عما يحدث له في أواخر حياته وهذا عنوان ودليل شجاعته أن يتلقى الموت بقلب قوي.


مواقف علي الرسالية:
*
ما هو موقف الإمام(ع) من المواقف التي كانت تحدث غير المطابقة للشارع المقدس؟


 ـ كان لعليّ(ع) رأيه وكان يعترض ويرفض ويدافع.


سرّ شخصية علي(ع):
*
ما هي أبعاد الإمام علي(ع) وهل أن سر شخصية الإمام هي الفروسية والشجاعة كما ذكر «العقاد» في كتابه عبقرية الإمام علي(ع) وأنتم تقولون أن شخصية الإمام علي هي في معرفته في الله وخوفه من الله؟


 ـ إن سرّه تمثّله هذه الآية التي ورد أنها أنزلت في مبيته ليلة الهجرة في فراش النبي(ص) {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد}(البقرة:702). فلقد باع نفسه لله، فلم يبق من نفسه شيئاً، كان كله لله، ولذلك كان سر علي في يقينه، وفي عمله، وفي جهاده، وفي شجاعته التي تتحرك من خلال خوفه من الله ومحبته له.


علي والنساء:
*
ما مدى صحة قول الإمام(ع) «النساء ناقصات العقول والحظوظ والإيمان»؟


 ـ عندما يتكلم الإمام علي(ع) فإنه يتكلم بالحقيقة ولكن هذا الكلام إذا صحّت نسبته إلى الإمام فلا بد من رد علمه إلى أهله ولابد من إرجاع المسألة إلى وعي التعليل المذكور في الحديث فمثلاً عندما يقول الإمام ناقصات العقول فلأن شهادة امرأتين مقابل شهادة رجل واحد، وكيف نفهم بأن عقل المرأة نصف عقل الرجل فعالم الشهادة ليس له ارتباط بالعقل، إذ ما هي الشهادة؟ الشهادة عبارة عن رؤية الشي‏ء ثم تكون صادقاً في نقله وعالم الشهادة هو عالم الحس والله سبحانه وتعالى بيّن العلة في القرآن {أن تضلّ إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى}(البقرة:282). فربما تنسى وربما تتأثّر بالعاطفة فتذكرها الثانية وهناك بعض الناس الذين يقولون بقوة العاطفة عند المرأة على العقل ولكن هذه ليس لها ربط بالشهادة وإذا كانت قوة العاطفة فاثنتان من النساء لا تلغي بل أن عشرة لا تكفي لأنهنّ كلهنّ يمتلكن العاطفة مما يجعل القضية من قبيل ضم ضَعف إلى ضَعف فإنه لا ينتج قوة ذلك أن الأصفار المتعددة لا تنتج رقماً.
أمّا قضية نقصان الإيمان فالإيمان عبارة عن التزام والمراد تركهنّ الصلاة والصوم في أيام الحيض ولكن هذا غير مفهوم في اعتباره نقصاً للإيمان لأن المرأة تقعد عن الصلاة والصوم إمتثالاً لأمر الله، فهل عندما نسافر ينقص إيماننا لمجرد أن تصبح صلاتنا قصراً؟ وعندما نمرض فنفطر فهل ينقص إيماننا؟ هذا ليس نقصاناً فالإيمان هو حالة عقلية، ألا توجد لدينا نساء تأخذ الحبوب في شهر رمضان حتى لا تأتيها العادة فتفطر؟ ألا يوجد لدينا نساء يتناولن الحبوب عندما يذهبن إلى الحج حتى لا يضطررن إلى تأخير ما يراد تقديمه.
إن عمق الإيمان هو قوة الإيمان وبذلك يكون تقديم ما يراد تأخيره هو كذلك أما نقصان الحظوظ «للذكر مثل حظ الأنثيين» فنقصان الحظوظ للرجال وليس للنساء، ألم يجعل الله المهر على الرجل ولم يكلف المرأة به وقد حمل الرجل النفقة على البيت الزوجي، المرأة والأولاد ولم يكلف المرأة ذلك فلو فرضنا أن أحدهم أعطاك (5000ل.س) وحمّلك المسؤولية التي قد تستهلك المبلغ كله وأعطى شخصاً آخر (5000) ليرة ولم يحمله المسؤولية فمن المحظوظ فيكم؟ لذلك نقول هذا علم يردّ إلى أهله. إن التعليلات بظاهرها لا تنسجم مع الفكرة المطروحة مما يفرض علينا أن نتوقف في نسبة هذا المضمون إلى الإمام علي(ع)؟


علي والغيب:
*
أنتم الشيعة تقولون بأن عليّاً «كرّم الله وجهه» يعلم الغيب والقرآن ينفي ذلك عن رسول الله(ص) فكيف بعلي؟


 ـ لقد سئل علي(ع) عن بعض ما كان يخبر به فقالوا له: هذا علم غيب؟ قال «إنه علم من ذي علم، علّمني رسول الله ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب» وقد كان الله يخبر رسوله ببعض غيبه مما يحتاجه رسوله في نبوته، فالله كما يوحي لرسوله بالقرآن كان يوحي لرسوله ببعض الغيب الذي يحتاجه مثلاً {غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين}(الروم:2) كان النبي يمنّي المسلمين بأنهم سيستولون على خزائن» كسرى وقيصر» ولذلك كان المنافقون في «واقعة الأحزاب» {وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنّون بالله الظنونا}(لأحزاب:10)، يقولون أن النبي كان يقول لأصحابه ستستولون على كنوز قيصر وكسرى وها نحن لا يملك الواحد منا أن يخرج من بيته. إذن فالنبي كان يخبرهم ببعض الغيب الذي تحقق بعد ذلك، ويقول تعالى على لسان نبيه {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير}(لأعراف:188). فالله كان يعلم نبيه ويلهم أولياءه ما يحتاجون من الغيب ولكن لم يكن ذلك بشكل مطلق.


تنصيب علي(ع):
*
يقول تاريخ الشيعة بأن رسول الله(ص) نصّب علياً (كرّم الله وجهه (على مشهد من (120) ألف مسلم ما بقي منهم إلا أربعة أو خمسة، فهل هذا مقبول منطقياً؟


 ـ عندما ندرس كيف تتبدل الأوضاع، وكيف تتغير الأفكار وكيف تختلط الأوراق فإننا نجد بالتجربة الكثير من هذا في واقعنا، والسبب في ذلك هو أن المؤثرات التي يمكن أن تتحرك في الواقع الاجتماعي أمام أية قضية لا تتحرك في المجرى الاجتماعي الذي يرضاه الناس أو يحبونه. فلابد أن تتحرك الكثير من الأساليب والوسائل من أجل إبعاد القضية عن خطها المستقيم ولو بالقول.
 
لقد قال رسول الله(ص) «من كنت مولاه فعلي مولاه»، فهل أن معناه من كنت أحبه فعلي يحبه ومن كنت ناصره فعلي ناصره،، أو أن معناه من كنت أولى به من نفسه وهو معنى الحاكمية فعليّ أولى به من نفسه، فبعض الناس يقول هذا تصريح وليس تأكيداً. إنّ مشكلتنا هي أن (حديث الغدير) هو من الأحاديث المرويّة بشكل مكثّف من السنّة والشيعة، ولذلك فإن الكثير من إخواننا المسلمين السنّة يناقشون الدلالة ولا يناقشون السند، في الوقت الذي لابد أن ندرس القضية من خلال ذلك أيضاً، فعندما ندرس قصة الحسن والحسين(ع) نجدُ أن النبي(ص) ربّى لهم حباً في نفوس المسلمين وقد استطاعوا أن يعمّقوا هذا الحب من خلال سلوكهم وسيرتهم. وكدليل على ذلك عندما انطلق الإمام الحسين(ع) وقد بايعه أهل الكوفة التقى (الفرزدق) في الطريق فقال له؟ (قلوبهم معك وسيوفهم عليك) ونحن عشنا أيها الأحبة، الكثير من هذا في (العراق) وعشناه في (لبنان) ونعيشه في أكثر من موقع في العالم، لأن مسألة الجماهير هي أنها تنطلق بانفعال وتتحرك بانفعال أيضاً. هذه هي المسألة التي تجعل هذا الواقع واقعاً قريباً من المنطق.


نصوص نبوية بحق علي(ع):
*
روي عن علي(ع) قوله مخاطباً الخليفة الأول «ولقد كان لنا ح لقرابتنا من رسول الله(ص)» فلو كان هناك نص من قبل النبي بشأن علي (كرّم الله وجهه) كما تدّعون لكان الأنسب الاستدلال به، فماذا تقولون؟


 ـ أثبت أن علياً قال ذلك ثم ناقش، فنحن لا ننسب إلى علي قولاً إلاّ بعد أن يثبت إلينا بالطرق العلمية في (علم الرجال) و(علم الرواية) وأنا لا أستطيع أن أقول بأن علياً يمكن أن يتحدث بهذه الطريقة، لماذا؟ لأن عليّاً(ع) يعرف أن القرابة لا تمثل شرعيةً للخلافة، ولو كانت قرابته من رسول اله(ص) هي التي تمثل شرعية خلافته لكان هناك من يساويه في هذه القرابة، ف (عبد الله بن عباس) بل (العباس) عم النبي كان موجوداً وهو أقرب إلى رسول الله من علي (وجعفر) و(عبد الله بن عباس) وأخوته (عبيد الله بن عباس) و (قثم بن عباس) كانوا أولاد عم رسول الله(ص).
 
ولذلك فإن علياً الذي يملك هذا الفكر العميق ويملك هذا الأفق الواسع لا يمكن أن يقول كلمة من هذا القبيل. فالرواية ليست صحيحة لأن القرابة وحدها لا تكون أساساً للخلافة أو للإمامة، ونحن نقول أن إمامة أئمة أهل البيت(ع) كانت بسبب ما يملكون من كفاءة الإمامة وليست المسألة مسألة قرابة. ولقد قال ذلك الشاعر: (كانت مودة سلمانٍ لهم رحما... ولم يكن بين نوح وابنه رحمُ) لذلك فمجرد قضية الرحم إذا لم تنطلق في داخلها كفاءة الموقع لا تصلح أن تكون أساساً، ونحن نعرف كيف تحدّث الله عن أبي لهب ولم يتحدث عن أبي جهل ولقد ذكر الله في كتابه المجيد قوله عز وجل رداً على تساؤل إبراهيم(ع) {قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين}(البقرة:124)، وفي قوله لنوح : إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح}(هود:46).


قراءة علي وكتابته:
*
من المعروف أن النبي(ص) لا يقرأ ولا يكتب، والمعروف كذلك أن الإمام علي(ع) تربى ونشأ في حجر النبي فكيف نرى الإمام علي يقرأ ويكتب والنبي لا يكتب، فعند من تعلم علي؟


 ـ بالنسبة إلى النبي(ص) فإن عظمته في أنه جاء برسالة أعجز بها كل القارئين والكاتبين ولم يكن يقرأ، وقال له الله سبحانه وتعالى: {وما كنت تتلو من قبله من كتابٍ ولا تخطّه بيمينك إذا لارتاب المبطلون}(العنكبوت:48).
ولذلك فمعجزة النبي(ص) أنه جاء بالشريعة الشاملة التي تشتمل على عمق الفكر وعلى امتداد الرسالة وعلى تنّوع التشريعات وما إلى ذلك وهو لا يقرأ ولا يكتب كما قال الله سبحانه وتعالى {ما كنت تدري ما الكتاب وما الإيمان}(الشورى:52). فهو الذي علمك ما لم تكن تعلم.
أما الإمام علي(ع) فالنبي(ص) هو أستاذه ولم ينقل أن علياً تعلم القراءة والكتابة عند أحد، أما كيف تعلمها فالله أعلم والله يمكن أن يهب علياً ذلك (علمني رسول الله إلف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب) فالنبي هو «مدينة العلم وعلي بابها» فصاحب المدينة هو رسول الله وعلي واقف في الباب يعطي لمن يريد الدخول إلى المدينة.


دروس (بيعة الغدير):
*
ما هي الدروس المستفادة من «بيعة الغدير» وماذا يفيدنا الغدير في وقتنا الحاضر؟


 ـ الدرس الذي نستفيده هو الانطلاق من الفكر الذي تعيش القيادة مفردات قيادتها بوحي منه في عقلها وروحها وحركتها وأن تجسد الإسلام كله، وأن ننطلق من فكرة تقديم الأفضل في موقع القيادة، وأن نعيش في داخل شخصية النبي محمد(ص) عندما واجه التحديات السلبية التي من الممكن أن توجه إليه في ولاية الإمام علي(ع) لأنه ابن عمه وصهره فلم تأخذه في الله لومة لائم أمام الحق وفي داخل شخصية علي(ع) في المستوى المميز الذي تمثلت به حياته في كل القضايا الشائكة التي عاشت في كل واقعة قبل الحكومة وبعدها.


شروط البيعة:
*
هل هناك من لزوم للبيعة بعد النطق بالشهادتين لمن يعتنق الإسلام كما نشاهده لدى بعض الطوائف الإسلامية وكذلك بعض التنظيمات الإسلامية في القارة السمراء أفريقيا حيث يستندون إلى البيعة أو البيعات التي حصلت للنبي(ص) في عصر الرسالة فهم يتقدمون بالبيعة لعلماء الطوائف؟


 ـ البيعة ليست شرطاً في الإسلام فمن قال «لا إله إلا الله محمد رسول الله» كان مسلماً له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، ولكن البيعة لها معنى آخر فهي ليست شرط الإسلام. إن النبي(ص) كان يأخذ البيعة ليؤكد للمسلمين التزامهم العملي به، فالنبي هو نبي أولاً وهو قيادة ثانياً وهو حاكم {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم}(الأحزاب:6). وعلى ضوء هذا فإن البيعة تعني الالتزام بالقيادة التي قد تزيد الإنسان إحساساً بالمسؤولية، ولهذا كان النبي(ص) يأخذ البيعة من كل من أسلم من النساء ومن الرجال ليؤكد التزامهم، وليحتج عليهم بالتزامهم من خلال البيعة كما يحتج عليهم من خلال إسلامهم، فللنبي شخصيتان: شخصية «الرسول» وشخصية "القائد" وشخصية الرسول تتقبل الشهادتين وشخصية القائد تتقبل البيعة ولذلك فالبيعة للقيادة، فإذا كانت هناك قيادة إسلامية فالبيعة تؤكد التزام الأمة بهذه القيادة.


التربية الخاصة والعامة:
*
في إطار علم علي(ع) نرى أنه تحرك في خطين طرح علماً لعامة الناس وأولى الخاصة من أصحابه كـ"عمار" و"أبي ذر" و"كميل" وغيرهم علماً آخر حول النقطة الثانية ما هي توجيهاتكم حول التربية الخاصة؟


 ـ من الطبيعي بأن كل عالم يعطي بحسب ما يحتاج الجو العام في خطوطه العامة وفي الخطوط التفصيلية التي يتحملها المستوى الثقافي العام للناس، وهناك أشخاص بلغوا مستوى جيداً من العلم والثقافة فلابد أن يكون عطاؤه لهم أكثر، وأعمق وأدق من عطائه لأولئك، كمعلم الثانوية الذي يعطي الطلاب غير ما يعطيه معلم الجامعة وهذا شي‏ء طبيعي لأن هؤلاء لهم مستوى وأولئك لهم مستوى آخر.


لولا علي:
*
لقد سمعت بعض الخطباء يقولون «لولا علي لما خُلق رسول الله» أليس هذا كفرا؟


 ـ هذا كلام غير مفهوم، علي كما نعلم هو تلميذ رسول الله، وعلي تربية رسول الله وهو سيد ولد آدم بما فيهم علي(ع) لذلك فبعض الناس يغالون في أحاديثهم وعلي يرفض ذلك كله، اقرأوا «نهج البلاغة» وسوف تعرفون كيف يعظّم عليّ رسول الله، اقرأوا كيف كان علي يتحدث عن شجاعة رسول الله «كنا إذا اشتدّ البأس لذنا برسول الله ولم يكن أحد أقرب من العدو منه» مشكلة الكثيرين من الناس أنهم لا يعرفون عظمة رسول الله.
إن رسول الله(ص)هو الأصل وهو القاعدة وهو المنطلق وهو الأستاذ وهو المربي ومن عظمته أنه ربّى علياً فكانت شخصيته من صنع رسول الله، وكل ما عند علي من روح ومن فكر وعلم رسول الله «علمني رسول الله ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب» «كان يضمني إلى صدره ويشمني عرفه، وكان يلقي إليّ في كل يوم من علمه خلقاً» وما إلى ذلك.


خلافة علي:
*
يقول تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}(المائدة:67). ويقال في تفسير هذه الآية أنها تهديد لرسول الله من ربه لكي يبلّغ الناس أن الإمام علي(ع) هو الخليفة من بعده، ولربما يسمع إنسان هذا التفسير فتحدثه نفسه أن الرسول قد أمر بهذا التبليغ من قبل ولكنه هو نفسه قد سكت عن هذا التبليغ وهذا ينافي قوله تعالى {وماينطق عن الهوى}؟


 ـ هذا ليس تهديداً ولكن الله أراد أن يبين لرسوله بأن هذه المسألة تبلغ من الأهمية بحيث أنها لو لم تحصل لسقطت الرسالة، لأن عملية القيادة مربوطة بحركة الرسالة بالاتجاه الصحيح. فهي ليست خطاباً موجهاً إلى النبي بمعنى أنه لم يبلّغ الرسالة، بل أن الله يريد أن يقول له بلّغ ما أنزل إليك من ربك في هذه المسألة التي تمثل العنصر الحيوي الأساس الذي لولاه لضاعت الرسالة لأن الرسالة، تحتاج إلى من يتعقبها ويرعاها في هذا الاتجاه.