*هل أن آية التطهير {إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}(الأحزاب:33). أعني أن الزهراء(ع) طاهرة من كل خبث حتى من الدماء الثلاثة؟
ـ (آية التطهير) لا تدل على ذلك، وإنما تقصد الطهارة الفكرية والروحية والأخلاقية والعلمية، لقد أعطتنا حياة الأئمة(ع) صورة واضحة عن دور الرجل في مختلف الظروف، لأن حياتهم امتدت قرنين ونصفاً من الزمان ولكنها تعرفنا بشكل مقتضبٍ على دور المرأة من خلال عظيمات الإسلام، فمع الأسف أن التاريخ لا يتحدث كثيراً عن النساء، لأن المجتمع كان مجتمع الرجل خصوصاً أن النساء لم يكنَّ يتحركن في الواقع الاجتماعي حركة بارزة وظاهرة ومتنوعة في هذا المجال، ولذلك لم يُنقل لنا إلا القليل حتى في حياة الزهراء، ولذلك لابدّ لنا أن نستوحي من كثير من كلماتها ومن مواقفها ما يمكننا أن نتصور باقي الأشياء وهكذا بالنسبة إلى زينب(ع) لعلنا لا نعرفها إلا من خلال كربلاء، فكيف كانت قبل كربلاء؟ وكيف كانت حياتها مع زوجها؟ وكيف تزوجت؟ وكيف عاشت؟ وما هو نشاطها؟ التأريخ لا يذكر لنا ذلك ولا سيرتها بعد أن رجعت من كربلاء فلا توجد لدينا أشياء موثوقة عن الفترة التي عاشتها بعد مقتل الحسين، وهذه هي مشكلة التأريخ.