الأسئلة والأجوبة
التاريخ والسيرة / مصحف فاطمة

*يوجد في «صحيح الكافي» للكليني نص يقول فيه إن «مصحف فاطمة» يوجد فيه ستة عشر ألف آية والله لا يوجد منها في مصحفكم هذا حرف واحد، فما هو رأيكم؟


 ـ أولاً كلمة المصحف ليس المقصود بها كتاب القران، أو الوحي، بل هي مأخوذة من المصحف، إنما سُمي القرآن بالمصحف باعتبار اشتماله على الصفحات لذلك لم يدّعي أحد من الشيعة منذ البداية حتى الآن أن هناك قرآناً غير هذا القرآن.
 
فمثلاً عندما يقول بعض الناس {وسيعلم الذين ظلموا ـ آل بيت محمد ـ أي منقلب ينقلبون}(الشعراء:227). فهل معناها أن كلمة آل بيت محمد داخله،في سياق الآية؟ إن بعض الناس يقوم بتطبيق العنوان على الواقع. وعندنا كذلك وكفى الله المؤمنين القتال «بعلي» ليس معناه أنها نازلة باللفظ بعلي، لا وإنّما كلمة بعلي تفسير لما حدث في «وقعة الأحزاب» فهو الذي استطاع أن يكفي الله القتال به من خلال قتله «لعمر بن عبد ودّ» هو الإمام(ع) وفي كثير من الحالات كان يختلط جانب التفسير بهذا الجانب، ولعل أفضل العلماء الذين كتبوا في هذا هو آية الله السيد الخوئي(رحمه الله) في كتابه «البيان في تفسير القرآن» فقد بحث هذه المسألة بحثاً علمياً.إن مصحف فاطمة(ع) ليس قرآناً وليس قريباً من القرآن، وإنما فيه بعض الأحاديث التي روي أنها تتصل ببعض الأمور الغيبية التي كانت تحُدَّث بها الزهراء من خلال ملك يأتيها قد يكون جبرئيل وقد يكون غيره ولا يعني ذلك الرسولية ولكن الله قد يرسل ملائكته ليحدثوا بعض أوليائه في مهمات خاصة كما حدث لمريم(ع)، وهناك حديث يقول بأن «مصحف فاطمة، إملاء رسول الله وبخط علي» وإنه إنما سّمي بمصحف فاطمة لأنه كان موجوداً عندها أو لأنها كانت تقرأ به وما إلى ذلك، كما لو كان قرآناً إلى جانب القرآن الذي هو كتاب الله حتى أنه ورد بنفي ذلك. فهناك روايات مختلفة إلا أن بعض الكتاب راحوا يرددون بأن لدى الشيعة «مصحف فاطمة» وعندما نقرأ الأخبار نحاول أن ندرس هل أن هذه الرواية صحيحة، أو غير صحيحة ثم نطالب هؤلاء القوم الذين ينسبون إلى الشيعة ما لا يقولون به ونقول أحضروا لنا نسخة واحدة من هذا المصحف؟ فكم في تاريخ العالم من هجمات على بيوت الشيعة فهل عثروا على نسخة من مصحف فاطمة؟ لا يوجد عند كل الشيعة في العالم غير القرآن، وأنا مسؤول عن هذا الكلام، لا يوجد هناك قران يختلف بكلمة واحدة عن القران الموجود بين يدي المسلمين، ما هذا الجدل؟ «فتش عن أمريكا» التي وظفت كثيراً من الناس من أجل أن يبقوا المسلمين في حالة الخصام والخلاف والنـزاع وهذا ما نلاحظه بكثير من الأسف إن مصحف فاطمة كتاب موجود عند الأئمة(ع) مما احتفظوا به لكتاب عليّ وغيره وقد اختلفت الروايات في مضمونه من حيث كونه حديثاً عن المغيبات والأحكام الشرعية أو غير ذلك لكنه ليس كتاب وحي بديل أو عديل للقرآن على كل حال.