دور الصادق في نشر الدين:
*ما هو دور الإمام جعفر الصادق(ع) في نشر الدين الإسلامي؟
ـ لقد استطاع أن يغني الثقافة الإسلامية بكل عمق مفاهيم الإسلام وامتداداته ورحابته وموسوعيته بحيث لا نجد هناك مشكلة أو سؤالاً أو مفهوماً لم يتحدث الإمام الصادق(ع) عنه، وبحيث يمكننا أن نقدم الإمام جعفر الصادق(ع) إلى عصرنا ونجد في أحاديثه الكثير من الحلول لمشاكل الإنسان المعاصر.
»الصادق» و «الحسين»:
*كان الإمام الصادق(ع) مالكاً لحرية التحرك، وهذا واضح في مجال التدريس والتفقه فلماذا لم يتأس الصادق بجده الحسين(ع) الذي لم يبايع ولم يهادن، فما هي الظروف الموضوعية لمهادنة الصادق؟
ـ إننا نسأل لماذا لم يتأسى الإمام الحسين بأبيه على بن أبي طالب(ع) ولماذا لم يتأسى بأخيه الحسن؟ إن مسألة حركة الثورة ليست عنفاً كلها فقد تكون الثورة في التغيير على مستوى حركة العنف عندما تفرض الظروف العنف كحل وحيد لحركة التغيير، وربما تكون الثورة بالمعنى التغييري وذلك بتغيير المفاهيم وتغيير العادات والتقاليد والخطوط العملية، لأننا عندما نغير فكر الناس نغير واقعهم {إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}(الرعد:11). لهذا كان الأئمة(ع) يتحركون في عمق المفهوم الحيوي للثورة على الظلم كله وعلى الواقع الذليل الذي يفرضه المستكبرون عليهم، ولعلنا نستذكر كيف أن الإمام الصادق(ع) فسر قوله تعالى: {ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنين}(المنافقون:8). عندما قال وهو يعلق على هذه الآية «إن الله فوّض إلى المؤمن أموره كلها ولم يفوض إليه أن يكون ذليلاً»، إنه يريد أن يعمق العزة في نفس المؤمن على أساس أن قضية العز والذل ليست قضية شخصية يمكن أن يأخذ بها أو لا يأخذ بها، إنه ملزم كمسلم وكمؤمن أن يكون عزيزاً وأن لا يكون ذليلا.
وهكذا في تحديده لمفهوم الحرية عندما قال وهو يربط الحرية بالصبر «إن الحرّ حر في جميع أحواله إن نابته نائبة صبر لها وإن تداكت عليه المصائب لم تكسره، ولم تقهره وإن أسر وقهر» ومعنى ذلك أن حريتك تنبع من داخلك ولا تنبع من خلال الآخرين، و أن تملك حرية أن تقول لا وأن تقول نعم في موقعك حتى لو كنت في داخل الزنزانة. وقد يكون بعض الناس عبداً حتى ولو كان ينطلق في رحابة الأرض الواسعة، لأن مسألة الحرية هي مسألة أن يملك الإنسان فكره وإرادته ويملك أن يرفض عندما يكون الرفض ما يؤمن به، وأن يؤيد عندما يكون التأييد هو ما يؤمن به وهذا هو قمة الحرية، بأن توحي للمجتمع بمعنى الحرية، في الأعماق حتى يعيش الناس حريتهم من موقع إنسانيتهم.
دراسة حياة الصادق(ع):
*ألا ترون أننا ولحد الآن لم نقدم دراسة وافية ومستوعبة لحياة الإمام الصادق(ع) وإنما فقط نذكر أنه عاش بين فترتين هي نهاية الحكم الأموي وبداية الحكم العباسي، ولهذا وجد الفرصة من أجل نشر مذهب أهل البيت في الوقت الذي كان فيه الإمام مدرسة على كل المستويات كإمام للأمة؟
ـ هناك دراسات جيدة في بعض الجوانب التي تتصل بحياة الإمام الصادق(ع) وربما لم يطلع عليها صاحب السؤال، ولكننا نعتقد أن الإمام الصادق يحتاج إلى دراسات موسوعية متخصصة حتى نستطيع أن نستوعب كل أفقه وكل حركته وكل تراثه.
موقع مدرسة الصادق:
*أين كانت مدرسة الإمام الصادق «عليه السلام» هل في المدينة المنورة أم في العراق؟
ـ لم تكن المدراس كمثل المدارس في أيامنا هذه، أي كان لها مركزية معينة. فالشخص كان هو المدرسة وأينما كان تكون المدرسة، والمساجد هي أماكن الدراسة، ولذلك فقد تكون المدرسة في مسجد النبي وقد تنتقل عندما ينتقل صاحب المدرسة إلى مسجد الكوفة أو إلى بغداد أو إلى أي مكان آخر.
لماذا اختلاف التلاميذ؟
*طالما أن علماء كثيرون من أهل السنة تتلمذوا على يد الإمام الصادق فلماذا اختلفوا واخترع كل منهم مذهباً؟
ـ نحن نعلم بأن هناك كثيراِ من العلماء يتتلمذون على بعض المجتهدين ثم يختلفون معهم في الرأي. أمّا لماذا وكيف فهذا حديث آخر، فالتتلمذ لا يكفي بأن يأخذ التلميذ رأي أستاذه فقد يختلف التلميذ مع أستاذه نتيجة عوامل أخرى قد تختلف بين الناس في هذا المجال أو ذاك.