الأسئلة والأجوبة
التاريخ والسيرة / عن الإمام الحجة المنتظر

مقدمات الظهور:
*
ما هي الأرضية الصالحة أو ما هي مقدمات ظهور الإمام، فهل هناك شروط ضرورية قبل ظهور الإمام؟


 ـ ليست القضية أن نفكر بالإمام المهدي(ع) بأنه سيظهر عندما يريد الله له أن يظهر كما أنه غاب عندما أراد الله أن يغيب، بل ينبغي أن يكون السؤال ما هي مسؤولياته؟ ما هي إيحاءاته؟ كيف يكون انتظاره؟ هل هو انتظار المنهزمين أم انتظار الثائرين؟ ولتكن ثورتنا على الظلم كلّه مقدمة في إيجاد الأجواء الصالحة لأن ينفتح الناس على ثورته، قال الرسول(ص) «من لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» ومعناه أن على الإنسان في كل زمن فيه إمام أن يحاول البحث عنه وأن يتعرف عليه وأن يتبعه.


أسلحة الإمام المهدي(ع):
*
سمعنا أن الإمام المهدي(ع) يقاتل بأسلحة متطورة ولفظة السيف الواردة في الأحاديث تعبير عن السلاح، فما هو تعليقكم؟


 ـ إن هذه من الأمور التي لا نملك سبيلا إلى تفاصيلها، فنحن نعرف إنه سيظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً، ولكن ما هي وسائله في ذلك في تفاصيل الحرب والسلم وكيف تكون حركته في الواقع المحيط به في مواجهة الواقع المضاد فإنه أمر لا نملك المعرفة التفصيلية فيه.


فائدة ظهور الحجة:
*
هل مسألة الظهور بالنسبة للإمام الحجة(عج) هي مهمة للشيعة؟ وما هي الفوائد المرجوة منها في الدين الإسلامي؟


 ـ إن الحديث الوارد عند رسول الله(ص) إنه «يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً» أي لأول مرة تعيش البشرية العدل الكلي الشامل الذي لا ظلم فيه من ناحية الحكم، ولا ظلم فيه من ناحية النظام، وأية فائدة أعظم من فائدة أنه إذا ظهر يعيش الناس العدل الكامل والسلام الشامل؟ أما قضية انتظار الناس لظهوره فهي أن هذا الانتظار يعني أنهم يعيشون أمل العدل الكامل والسلام الكامل وعندما يعيشون ذلك فإن هذا يتعمق في عقولهم وفي وعيهم فتكون حركتهم في كل علاقاتهم وأوضاعهم حركة العدل.


ظهور الحجة(عج):
*
هل هناك روايات بأن الإمام المنتظر(عج) سوف يظهر في القرن الخامس عشر الهجري؟ وما رأيكم بما قاله المنجم المعروف «نوستردام» عن الإمام المنتظر؟


 ـ يقول تعالى {إنهم يرونه بعيداً و نراه قريباً}(المعارج:7).


علامات الظهور:
*
من خلال نظرتكم الواسعة هل تعتقدون أن أول علامة من علامات ظهور الإمام قد حصلت؟


 ـ أتصور بأن قضية الإمام(عج) غيب من غيب الله وسيعرفنا الله ذلك في وقته. نعم هناك إرهاصات، أي أن هناك بعض الأشياء التي تمثل نوعاً من الأجواء التي ليس من الضروري أن تكون قريبة، بما في ذلك حركة الانحراف في الأرض.


الخلاف حول المهدي:
*
لماذا تقولون بحياته الآن مع أن إخوانكم من المذاهب الأخرى لا يقولون بذلك فأنتم تتفردون بما تقولون، وما الفائدة والحاجة إلى حياته؟


 ـ لقد قلنا بأننا آمنا بذلك لأنه ثبت لنا من حديث رسول الله(ص) ومن خلال ما فهمناه من حديثه ومن حديث الأئمة من أهل البيت، وإذا كنا لا نعرف سر ذلك تفصيلاً، علماً أن ما ذكره بعض المفكرين يمكن أن يكون تفسيراً ولكن كما قلنا فإن غيبته هي من أسرار الله سبحانه وتعالى. إن غيبته(ع) وحياته في غيبته سرّ لا يعلمه إلاّ الله تعالى.


الرواة عن الحجة:
*
بعض علماء الشيعة الذين صنفوا كتب الحديث عاصروا السفراء الأربعة للإمام الحجة(ع) فلماذا نحاول أن نصف هذه الأحاديث عن السفير عن الإمام الحجة باعتبار أن الطريق إلى الرواية عن الإمام الحجة أقصر بكثير من الطريق إلى بقية الأئمة(ع) مع العلم أن قولهم واحد؟


 ـ ربما لا يجد الإمام الحجة مصلحة في ذلك وليس لدينا معلومات كافية عن تلك المرحلة في هذا الجانب.


القاعدون في عصر الغيبة:
*
هناك مجموعة علماء يروّجون لفكرة أن انتظار الحجة(ع) يعني الاكتفاء بالدروس والعبادة وأداء الشعائر، أما الأمر بالمعروف والعبادات الصعبة فتترك للحجة هو الذي يديرها وينظمها ويجريها؟


 ـ ذلك يعني أن الله سبحانه وتعالى قد جمد الإسلام وجعله في زمان النبي فقط وبعض زمان الأئمة وانتهى بعد ذلك فلا أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر ولا جهاد ولا دعوة إلى الله. فأحسن شي‏ء في نظر هؤلاء أن نقعد ونصلي في المساجد ونقرأ التعازي ونشرب الشاي ونخرج للزيارة ونترك الناس للفساد والاستكبار ليعمّ الظلم ويستشري. وهناك بعض الناس الذين يقولون أنه لا يجب على أحد أن يقف ضد الظالم لأن الإنسان إذا كان يدعو إلى العدل وإلى تغيير الواقع وإلى ظهور الإسلام فسوف يعطّل ظهور الحجة(ع) وهذا يعني أننا يجب أن ندعو إلى الظلم، وإلى معصية الله وإلى الكفر ليقرب ظهور الحجة(ع) هذا هو منطق هؤلاء، أما منطق القرآن فهو: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}(آل عمران:104). وحديث النبي(ص): «قال: كيف بكم إذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم،ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟! قال: نعم، وشر من ذلك كيف لكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف فقيل له يا رسول الله؟ ويكون ذلك؟ قال نعم، وشر من ذلك ثم كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً» فلقد تكلم(ص) عن المستقبل.
لذلك فالصلاة هي أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، والجهاد مثل الصلاة والصوم، والصلاة لها شروطها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، له شروطه والجهاد له شروطه، لكن ليس معناه أن يعطل في غيبة الإمام فنحن نقول إن تكليفنا وواجبنا أن نهي‏ء قبل ظهور الإمام(ع) في كل بلد وفي كل منطقة جنوداً له، وإذا أمكننا أن نصنع له دولة هنا ودولة هناك فيجب علينا ذلك. لذلك فإن بعض الناس ممن يحبون الراحة يأخذون بالأخبار التي تقول لهم اخلدوا إلى الأرض. حتى يظهر قائمنا، هذه أخبار كان لها دور في زمن الأئمة(ع) لأن بعض الشيعة المتحمسين بشكل متهور وبشكل انفعالي دفعوا الأئمة للطلب منهم أن يقعدوا تحذيراً من مغبة انفعالاتهم وقد قال السيد الخوئي (رحمه الله) في كتاب «الجهاد» الذي أصدره قبل وفاته بسنين (حتى الجهاد الابتدائي ثابت في زمان الغيبة وليس الجهاد الكفاحي فقط)، ولذلك فأنا أقول بأن مشكلة كثير من الناس أنهم يستغرقون في الأحاديث من دون دراسة لها ولا يستغرقون في القرآن، فعلينا أن نتعرف على روح الإسلام من القرآن وكل ما خالف كتاب الله وروح كتاب الله ومفهوم كتاب الله وأصالة كتاب الله وخط كتاب الله (فهو زخرف يضرب به عرض الجدار) كما قال أئمة أهل البيت(ع).


سيف المهدي(ع):
*
هل تبطل كل الأسلحة ليعود السيف، أو أن السيف كناية عن السلاح المتطور أو ما إلى ذلك؟


 ـ عندما يقدّر الله أن نكون من جنوده فسنعلم ذلك في ذلك الوقت. ولذلك ليس علينا أن نستعجل في التفاصيل، ولكن علينا أن يكون انتظارنا له انتظار المجاهدين، وانتظار العاملين وانتظار الدعاة إلى الله لا انتظار الخاملين المنهزمين الخائفين الذين يعيشون الحياة استرخاءً ولا يعيشونها رسالة. إن علينا أن ننتظره في الطريق والطريق الذي سوف يأتي فيه وهو طريق التحدي للكفر وللاستكبار والتحدي للظلم. فإذا وقفنا في طريق التحديات الكبرى التي تواجه الأمة وكنا في هذا الطريق فسنلتقي به إن عاجلاً أو آجلاً فإن طريق العدل هو الطريق الذي يمر بالأجواء التي نحارب فيها الاستكبار كبيراً كان أو صغيراً.


زواج المهدي(ع):
*
هل الإمام المنتظر(ع) متزوج ولديه ذرية؟


 ـ هذا علم لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه فسواءً كان متزوجاً أو غير متزوج فماذا يقدم ذلك أو يؤخر؟..


زمان المهدي(ع):
*
ما قولكم في الروايات الواردة في زمان الإمام المهدي(عج)؟


 ـ هذا ما سنعرفه في وقت حدوثه.


الدجّال والسفياني:
*
ماذا عن «الدجّال» و«السفياني» وهل هما موجودان وهل يخرجان في آخر الزمان؟


 ـ ما شغلنا بذلك؟ دعونا نبصر الكثير من الدجالين والسفيانيين المنتشرين هنا وهناك. ثم إن السفياني والدجّال حينما يأتيان فستعرفونهما بشكل طبيعي أمّا الآن فيجب أن نكتشف الدجّالين في المجتمع حيث أن هناك دجّالي الدين والسياسة والاقتصاد والأمن فلابد أن نشتغل بالقضايا التي ترفع مستوى حياتنا والتي لها صلة بالعقيدة وبحركة الواقع. أما الدجّال والسفياني فكل شي‏ء في وقته وإذا كان علينا أن نبحث عن الدجّالين والسفيانيين فليس عن دجّال واحد ولا سفياني واحد.


إيمان الآخرين بالمهدي:
*
ألا ترون أنّ من الصعب على المخالف المغترب عن المذهب الشيعي أن يؤمن بقضية الإمام المنتظر فضلاً عن الناصب؟


 ـ من الطبيعي بالنسبة لأية قضية من القضايا التي يختلف فيها الناس لابد من محاولة إقناعهم بالطرق العلمية الموضوعية التي تجعلهم ينفتحون على هذه الفكرة. ونحن عندما نقرأ مسألة الإمام المهدي(ع) فإننا نجد أن هناك الكثير من علماء السنة الذين يؤمنون بذلك. وهناك من علماء السنّة من ألف كتاباً في إثبات مسألة الإمام المهدي(عج) وهذا ما يتحدث عنه السيد «محسن الأمين» رحمه الله في حديثه عن الإمام المهدي في «أعيان الشيعة».