س: هل الذي يعيش في صحراء لا يعرف أحداً وليس عنده أي شيء من المواصلات مثل السيارة أو الجمل أو غير ذلك، ولا يعرف عن شيء اسمه الإسلام ،ويعيش بعيداً عن مكان يصل إليه، هل هذا الرجل أو القبيلة التي تعيش في الصحراء يدخلون أو يدخل النار أم الجنة ؟ نريد من سماحتكم الإجابة بالتفصيل؟
ج: إذا كان ذلك مانعاً من وصول الحجة، ولو الحجة العقلية، فلا يكلف الله نفساً إلا ما أتاها، وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً والله غفور رحيم.
س: رجل ارتكب عدة كبائر ثم فقد ذاكرته واختلفت أعماله، فأصبح خيّراً ومات على ذلك دون أن يتذكر أياً من كبائره ليكفر عنها، فما حكم الشرع في ذلك؛ أيستحق العقاب أم يغفر له؟
ج: إذا تاب عندما فقد ذاكرته وكان صادقاً في ذلك ولو من خلال اختياره للطريق السليم بعد ذلك، فإن الله غفور رحيم، ولكن لا بد عندئذ من إصلاح بعض الأمور ولو من قبل الورثة، كقضاء الصلاة والصوم ونحو ذلك.
س: هل ولد الزنا يدخل النار ولو كان عالماً؟
ج: لا يدخل ولد الزنا النار إذا كان صالحاً لا تزر وازرة وزر أخرى.
س: القاتل يقتل ويأخذ جزاءه في الدنيا ، هل يقتص منه في الاخرة كذلك؟
ج: مع توبته النصوح لله عز وجل فيغفر له مع القصاص منه في الدنيا.
س: هل صحيح ان ابن الزنا يدخل النار؟
ج: كل إنسان يحاسب على عمله فإن كان خيراً دخل الجنة وإن كان شراً دخل النار وابن الزنا كغيره من الناس من هذه الناحية، قال تعالى (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (الأنعام:164).
س: هل يحوز السيد على ضعفي الثواب والعقاب؟
ج: لكل من السيد وغيره أجره وعقابه على أعماله.
س: هل يوجد هناك عذاب القبر؟
ج: حساب القبر وعذابه حق.
س: أنا طالبة جامعية وأقوم بدراسة عن الموت في الإسلام، أحب كثيراً أن أعرف وجهة نظر السيد فضل الله فيما يخص هذا الموضوع ؟
ج: الإسلام يعتبر الموت مرحلة إنتقال من الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة، وليس فناء للإنسان، وهناك أحاديث عديدة عن النبي "ص" وأهل بيته "ع" تبين مرحلة الموت وكيفيته وقبض الروح ومرحلة حياة القبر والبرزخ، فيمكن مراجعة الكتب المختصة في ذلك ككتاب: "بيان الموت والميعاد (للسيد عبد الله شبر).
س: يعتقد المسلمون جميعا بأن الله خلق الخلق لعبادته وأن الدنيا دار ابتلاء فمن تجاوز هذا الامتحان بتفوق فقد فاز بالجنان ودار الخلد التي لاتبلى ومن خسر فقد هلك في نار جهنم وسعيرها ولكن هناك الكثير من بني آدم ممن يموتون وهم أجنة في بطون أمهاتهم أو صغارا لم يبلغو الحلم وكثير منهم ابتلي بالجنون أو الهبل وكثير من الفقراء والمساكين يموتون جوعا وعطشا في أفريقيا وجنوبي آسيا بسبب الحروب والمجاعة دون أن تتسنى لهم الظروف أو يعطون الفرصة للبحث عن دين الله الحق أو التفكر في ملكوت الله حتى يتم تجاوز الامتحان في هذه الدنيا فما الحكمة إذن في خلقهم؟ وهل يمكن أن يعادوا للدنيا من أجل الاختبار مرة أخرى بعد يوم القيامة؟ وكيف يتحقق العدل الإلهي بدخولهم النار رغم أنهم لم تتسنى لهم الظروف للإيمان بالله؟ وكيف يتحقق العدل الإلهي بدخولهم الجنة رغم عدم إقامتهم لدين الله وغيرهم أفنى عمره في عبادته سبحانه؟
ج: ومن قال بأنهم يدخلون النار بل إن كل إنسان يحاسب بقدر ما وصل إليه من حجة وبقدر وعيه وإستيعابه، قال تعالى(مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الاسراء:15) ،(لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) (الطلاق:7) ،وقال تعالى:(إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً) (النساء:98) ، (فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً) (النساء:99) أما الحكمة من خلقهم فهم خلق كسائر البشر تجري عليهم أسباب الحياة ونظامها.
س: هل صحيح ان الابكم والاصم يدخل الجنة من غير حساب، حتى ولو كان كافراً ؟
ج: لا يكلف الله نفساً إلا وسعها وكل نفس بما كسبت رهينة وكل إنسان مكلفٍ أي بالغ عاقل يُجازى بحسب عمله وما بلغه من حجة، فإن كان عاجزاً عن تلقي المعرفة والتكليف كان معذوراً.
س: ما هي الآيات التي تتكلم عن الجنة وتصفها أو الأحاديث عن رسول الله (ص)؟
ج: ورد في الحديث الشريف وصفاً للجنة: فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. قال تعالى (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ) (الرعد:35) ، (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ) (محمد:15) ، وهكذا يحدثنا القرآن الكريم في الكثير من آياته كما تحدثنا الأخبار الشريفة عن نعيم الجنة من طعام وشراب وأزواج وخدم... وسعادة أبدية ورضوان من الله أكبر.
س: لدي سؤال، ولم أجد الإجابة عنه سؤالي هو بعد يوم القيامة وعبور المخلوقات جميعها إلى الجنة او جهنم بناء لحكم الله، فهل هذا للأبد وهل هناك شيء بعد ذلك؟
ج: النعيم والعذاب يكونان خالدين وذلك ثابت بكتاب الله ، قال تعالى عن اهل الجنة (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) (آل عمران:15) وقال تعالى عن أهل النار(خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) (البقرة:162).
س: كيف أرد على شخص ملحد يسألني بسخرية عمن هم الدين سيدخلون الجنة مادام أن كل أتباع الديانات السموية يدعون أنهم هم الدين سيدخلون الجنة دون غيرهم؟
ج: إن الخلاف بين أصحاب الديانات ليس هو على دخول الجنة، بل على صحة العقائد التي يؤمن بها هذا الفريق أو ذاك الفريق، فإذا توافقنا على أن بعض هذه العقائد حق وبعضها باطل، وتوافقنا على أن المقياس لتمييز الحق من الباطل هو البديهيات والمسلّمات العقلية التي ترتكز عليها المعارف الإنسانية، يصير البحث عن الحق منها واجب الإنسان، فإذا عرفه واهتدى إليه، تكون الجنة هي الجزاء الذي يستحقّه إن كان قد عمل صالحاً في الدنيا.
س: ماذا يحدث للحيوانات عند موتها؟
ج: لا تكليف للحيوانات ولا يترتب بعد موتها حساب او عاقبة ما.
الأسئلة والأجوبة
عالم الآخرة